ذات ليــلة
ــــــــــــــ
وقفت ذات ليلة
بشرفتي أنظر وأنتظر
أتأمل وأتذكر
حبي المهاجر
الذي تركني
منذ شهور طويله
لكنه مازال
يسكن القلب
وما غاب
عن الذاكرة
وبتنهيدة العاشق
قلتها بكل شوق
وآلألم
كاد أن يمزق صدري
متسائل أحدث نفسي
آآآآآآآآآآآهـ
اشتقتُ إليكِ كثيراً
يا حبيبة الروح
هل سأراكِ مرة ثانية
هل ستعودي
ليعود النبض لقلبي
وتتحقق أحلامي
فقد كان هذا هو
الحلم الذي أتمناه وأراه
ودائماً يراود خيالي
كلما وقفتُ في شرفتي هذه
ناظر إلى شرفتها المغلقة
والظلام يحوم حولها
أرى حلمي يتجدد دائماً
أمامي
وها هو حُلمي أراه من جديد
يتجدد.. تخيلتها
وتخيلتُ أنني
أعيش قصة حبي
معها مُنعم
بحبها الذي حرمت منه
فقد كان حُلم حياتي
وقد عاش في خيالي
أرسم له قصة
بلا نهاية
لأنها قصة لم تبدأ ولم تكتمل
أفقت من حُلمي هذا
فإذا بي أنظر إلى شرفتها
التي كانت مغلقة
والظلام يحوم حولها
وجدت شرفتها فتحت
وها هي تنير الظلام
الذي كان يحيط بها
وكأنها تخبرني
بأنها قد عادت
نظرت
وفي شوق لـ رؤياها
انتظرت
حتى كانت إشراقة قدومها
فمن الشوق ارتويت
رأيتها فأطلت النظر
فدق قلبي دقات الفرح لعودتها
تعجبت
فقد كنت أظنك يا قلب انتهيت
لكني أيقنتُ الآن
أنني أحيا من جديد
أنني سأظلُ أُحُبُها
نعم أُحُبُها للأبد
لأنها حب عمري
وأنا لحب عمري ما نسيت
أخيراً عاد حبي
أخيراً وجدتُ حُلمي يتحقق
وحُلمي أصبح حقيقة
وصاحبة الحلُم
ها هي أمامي
بشرفتها ناظره متأمله
وكأن القصة تعيدانا
لسابق عهدي بها
حينما وقفتُ صامتاً
غير قادر على أن أودعها
بقلب يتألم
وشفاه مغلقة
بعيون باكية
ودموع سجينة
غير قادر
على البوح بحبي لها
حتى وهي مغادرة
وتاركة بيتـُها هذا
هي لا تدري بحبي لها
وما لي حينها
إلا أن أسائل نفسي
إلى أين هي ذاهبة
فأنا لا أعلم إلى أين تذهب
وأي المدن ستتجه إليها
وكم من الأيام ستغيب
وما كنتُ أعلمُ
أنها ستـُغيب هذه الشهور الطويلة
فقد ذهبت وتركتني
مغادرة بلدتنا
لتغلق شرفتها
التي كنت أراها
كل يوم فيها
بدون وعد أو لــقاء
لكن ها هي قد عادت
أراها تتأمل هي الأخرى
شرفتي ..
ناظرة إليّ ..
فهل ما أراه حقيقة
أني أرى الشوق في عيناها
وهنا ..
تخيلتها وكأنها مثلي
تتأمل قصة لم تبدأ ولم تنتهي
لكن ها هي قد عادت
ولتبدأ القصة من البداية
فتمنيت
أن تتلاقى من جديد القصتان
لتصبح قصة واحده
لنصلح ما فقدناه في زماننا
الذي فُـقد منا بصمتنا
هنا تلاشى هذا الصمت
الذي كنتُ أعيش فيه
وكان لابد
من وضع حد لهذه النهاية
نهاية قصة كادت أن تكون انتهت
قبل أن تكون لها بداية
أشرتُ إليها بيدي
القي إليها بسلامي
ودعوتها وأنا أطلب
بكل خجل وأمل ..
متمنيا أن تسعدني
بـ لقاء الآن
فكانت الإجابة
وكأنها تنتظر هذا الطلب مني
وبدون تردد
وبسعادة غامرة والابتسامة
تعلوا وجهها موافقة
وكأنها كانت تتمنا هذا اللقاء
حتى تضع لقصتها
هي الأخرى بداية
وحتى ما يكون لها نهاية
فقد كان الصمت بالماضي
هو المسيطر لبداية قصة حب
جعلت قصتنا قصة
لا بداية ولا نهاية
فـ اقتربت منها قليلاً
حتى تتلاقى أحلامنا
فـيا له من حـُلم وخيال
كان يومياً يتكرر أمامي
واليوم ها هو قد تحقق
وعادت من أحببت
فـ يا لها من حكاية
وهل سنكمل
ما توقف بالبداية
فـ التقت عيني بـ عيناِها
فتحدثت عيوننا
بأشواق التلاقي
تتحدث عن كل جراحنا
التي لم تلتئم
خلال هذه الشهور الطويلة
التي أبعدتنا
تتحدث عن
الأشواق . الآمال . عن الفراق
الذي تم بدون قصد منا
خلال فترة غيابها
والذي كان سبباً في بعادنا
ها هي عيوننا تنطق
تتحدث بلغة الحب
عن كل أحلامنا الصامتة
وبدون أن ندري
بأن عذاب قلوبنا
كان لسبباً واحد
هو صمتنا
فكان تلامس الأيادي
وكأنه بديلاً لعناقنا
الذي تمنيتُ أن يكون
قبل فراقنا
فتذكرنا ما مضى
تذكرنا كيف كان بعادنا
ولما لم نبوح به
من قبل لأسماعنا
حتى تنبض
وتحيه به قلوبنا
عهد صامت لأفواهنا
قيد حب كاد أن يجمع
بين قلبين
يجمعُ فيما بيننا
وبدون أن ندري
تنهمر دموعنا
غير مصدقين
أننا تلاقينا
وبدون أن نتحدث
من جديد بأي كلمات
كانت هي لغة العيون
هي التي تبوح بحبنا
بدموع كانت سجينة
بين الجفون تنهمر
ها هي على خدودنا
وهنا تذكرت هي أنها
كانت بالماضي تكابر
وتخفي حـُبـُها
غير قادرة أن تعترف به
غير قادرة
على البوح حتى لمن حولها
خجلاً كـ الغالبية
من النساء عندما يعيشون
ويشعرون بهذا الإحساس
إحساس بالحب لأول مره
وكنتُ أنا مثلها أُكابر
في عدم البوح بحبي
خوفاً أن يكون
من طرف واحد
وهو بقلبي أنا
وهذا كان خطأنا
الذي تحملناهُ فيما بيننا
لكن الآن وبعد هذا اللقاء
حان وقت الاعتراف
لنعود وتـلتقي
من جديد أرواحنا
ولتنبض بنبض الحب قلوبنا
فاللقاء قد كان
ولابد أن نعترف الآن
وتسمعني وأسمعها
وبدون خجل بحبنا
فـ اعترفنا بالشفاه بالكلمات
بحرارة أشواقنا
بـ كلمات كانت سجينه
بداخل قلوبنا
فـ يا له من يوم
ما حددناه بمواعيدنا
ويــا له من اعتراف
بحبً كان صامتاً
بداخل صدورنا
إحساس محمل بقلوبنا
أخفيناهُ فحرمنا كثيراً
من أن نعيش
هذه المشاعر الصادقة
المتبادلة فيما بيننا
فتساءلت
وكنت أريد أن أسمعها كلماتي
التي كانت حبيسة بداخلي
وبداخل جدران غرفتي المظلمة
التي تحملت كثيراً مناجاتي
وما كنتُ أعاني منه
خلال شهور غيابها
لما أخفينا حُبـُنا
ولما تاهت قلوبنا
ولما كان في وقتنا
الذي مضى
حـُبنا حباً سجيناً
ضائعاً فيما بيننا ؟
لما لم تحركنا قلوبنا
لما كانت لهذه الدرجة
أفواهنا صامته
فقلوبنا كانت نابضة
فلماذا لم نعترف بالحب
قبل بعادكِ الذي كان سبباً لفراقنا ؟
ولما كان هذا البعاد
الذي كان ليغادر بكِ
وهو يحمل صمتنا
وهل لو أن اعترافنا
بالحب حينها
كان قائماً فيما مضى
هل كنا سنفترق
كما حدث بيننا
وما كان لازماً الآن للقائنا
هنا كانت الإجابة منها ناطقة
قائلة
ربمــــا
فتلك هي مشيئة الرحمن
نفترق ليكون اللقاء
لنعترف بحبنا الصامت
الذي كان بداخلنا
لفترة طويلة
بدون أن نبوح به لبعضنا
قلت
هو بحق قدراً
وما كنا بعلم للأقدار
حتى نعلمَ
...........
ذات ليلة
قصة قصيرة كتبت بأسلوب الخواطر
من مجموعة
أوراق من حياتي
كتبها
خالد أحمد
الشهير بـ خالد العطار
ملتقى الشعراء والمبدعين العرب
ملكيه فكريه مسجله
حقوق النشر محفوظه
برقم 4588 / 01 / 01 / 2023 م
النص متواجد بمجلة مشاعر وقلم .. مناجاة شاعر على هذا الرابط
الرابط على اليوتيوب
الرابط على الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق